ملاحظة :.
** لست ضد النقد أبداً ، بل إني أؤمن بأن الآراء يجب أن يُعبّر عنها بكل حرية وبدون قيود .. وإنما فقط باحترام ..
** لا أحمل أي ضغينة أو حقد أو حتى ذرة كُره على أي أحد !
==============================
* * *
والله هو الهادي إلى سواء السبيل ..
بقلم صاحب الوردة \ محمد محمود يغمور
الجمعة 2 \ جمادى الثاني \ 1434هـ
==============================
أن تستهزأ بالآخرين وتتصيد أخطاءهم بحجة النقد البنّاء أو لمجرد التسلية أو السخرية .. فهذا مُخالف لـ القيم !
وما هي القيم !!
القيم : هي التي بُعث رسول الله عليه الصلاة والسلام من أجلها ..
وهي التي جعلت الإسلام يوافق الجاهلية كما في "حلف الفضول" في السيرة ..
الحلف القائم على نصرة الضعيف والمظلوم ..
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن شرفه الله بالرسالة : "لقد شهدت حلف الفضول قبل الإسلام ، ولو أني دعيت إليه في الإسلام لأجبته" لأنه من القيم وفيه نُصرة للمظلوم وللضعيف ..
أيضاً ..
أنا لست ضد الفكاهة أو الضحك .. بل إني من عُشّاقها ..
وهكذا تعلمت من مدرسة حبيبي ومُعلمي رسول الله ..
الذي كان بسّاماً وضحّاكاً –أي: كثير الابتسامة والضحك-
والذي قال للمرأة العجوز مازحاً : لن يدخل الجنة عجوز ! فلما خافت قال لها : بل تدخليها ولكن في عُمر الشباب ..
ولكن ..
عندي 8 فروقات كبيرة وكبيرة جداً بين :.
(الضحك النبوي) وبين (العبث الجاهلي) !
فـ الضحك النبوي : قائم على إسعاد الناس وإدخال السرور على الآخرين (أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ) كما قال رسول الله في الحديث الحسن في صحيح الجامع لـ الألباني
أما العبث الجاهلي : فـ قائم على إسعاد النفس بالضحك على حساب الآخرين وعدم مراعاة مشاعرهم وأحاسيسهم بل ومشاعر وأحاسيس محبيهم –زوجته وأمه وأخواته وأبناءه .. أهله- !! وحُب النفس هذا مخالف لـ القيم النبوية كـ "الإيثار والتضحية" فـ رسولنا الكريم هو القائل : "المسلم من سلِمَ المسلمونَ من لسانه ويده" ، بل وقد قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فجعل المساواة بين حب النفس والغير شرطاً لتحقيق الإيمان !
وفي الضحك النبوي : قيمة ورسالة ومضمون ..
فـ هذه المرأة العجوز التي بكت .. وصلتها رسالة النبي المُتضمنة بالترغيب لهذه المرأة في جنة تُعيد لها شبابها وتسعدها في دار الخلود .. وحتى وإن لم يكن في الضحك النبوي رسالة صريحة فـ أقلّها أن نضحك من أجل الترويح على النفس ، كما يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : "روحوا القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان"
وفي المقابل : العبث الجاهلي : هو عبث وبهللة ! ولا وجود لهدف راقي ، وسيدنا عمر بن الخطاب يقول : لا يكن أحدكم فارغاً سبهللاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة !
و الضحك النبوي : من اسمه يعتمد على النبوة .. وأساس النبوة "العلم والمعرفة" فـ فيه تشبه بالنبي عليه الصلاة والسلام ..
أما العبث الجاهلي : فـ أيضاً من اسمه : يعتمد على الجهل وهو ضد المعرفة ! وفيه تشبه بـ رمز الجهل والاستهزاء أبو جهل !
و الضحك النبوي : فيه الإتقان والإحسان ، فـ العبد حين يمزح ويضحك مع الآخرين هو يتقن ويُحسن في إرضاء الله من خلال إسعاد الآخرين ، وحتى إن كانت الرغبة من الضحك مجرد الترويح فـ هو يشحن طاقته ليجتهد أكثر بالعبادة وهذا من الإتقان والإحسان في عبادة الله وإرضاءه ..
أما العبث الجاهلي : فيه السخرية والاستهزاء ، وقد نادى الله عباده المؤمنين : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ" !
وفي الضحك النبوي : تحقيق لـ العدل والحرية : لأنك بالضحك والترويح تكون عادل مع نفسك وتعطيها حريتها بتوفير إحتياجات النفس فـ النفس تحتاج للراحة مقابل اجتهادها وتعبها في العبادة ..
أما العبث الجاهلي : فـ هو استبداد وقمع وتعدي على حرية الآخر ، وهو الظلم والعدوان بعينه ، لأنك حين تضحك على حساب الآخر تكون قد ظلمته وقمت بالاعتداء عليه من غير وجه حق !
و الضحك النبوي : يوفر الحب والأُلفة بين أفراد المجتمع ..
في حين أن العبث الجاهلي : يُفسد المجتمع بتوفير الحقد والبغض والكراهية بين أفراد المجتمع !
وفي الضحك النبوي : التحفيز والبناء "إيجابي" : فـ عندما نضحك ونكون سعداء ، نكون مُقبلين على الحياة برغبة وحب تجعلنا نحوّل كل قبيح إلى شيء جميل ..
وفي المقابل : في العبث الجاهلي : التحطيم والهدم "سلبي" ، لأننا حين نسخر من أحدهم ، فإننا نُؤثر سلباً في ثقته بنفسه وبعمله !
وأخيراً : الضحك النبوي : فيه تقريب من الجنان وتحقيق لرضا الرحمن والاستزادة بالأجر والثواب بالاقتداء بالنبي ، والنتيجة : شعور العبد بالسعادة في الدنيا والآخرة ..
في حين أن العبث الجاهلي : فيه تقريب من النار وسخط الجبار والإثم والعدوان ، بإيذاء المسلمين وتضييع أوقاتهم ، وتحطيم جهودهم ، فـ في الحديث الصحيح أن الصحابي الجليل (معاذ بن جبل) سأل النبي عليه الصلاة والسلام : أو مؤاخذون نحن على ما نقول يا رسول الله ؟
فأجاب النبي : "ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ! "
وقال أيضاً : " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً –وفي رواية : ما يتبين ما فيها- يهوي بها في النار سبعين خريفا" يا لطيف !
مرة أخرى أقول :.
** لا أحمل أي ضغينة أو حقد أو حتى ذرة كُره على أي أحد !
** ولست ضد النقد أبداً ، بل إني أؤمن بأن الآراء يجب أن يُعبّر عنها بكل حرية وبدون قيود .. وإنما فقط باحترام ..
و والله ..
إنه لم يدفعني إلى كتابة هذا المقال : الرغبة لأن أنتصر لنفسي ! أبداً !
بل هي غيرة على أمة باتت مفاهيمها خاطئة ..
في زمن اختلطت فيه الموازين .. وأصبح اللا هدف يُمتَدَح ، وذا الفكر والرسالة يُهان !
وأختم برسالتين :.
1\الأولى إلى الإعلاميين والمشاهير :.
كن صاحب رسالة وهدف .. ولا تنسى أننا لم نُخلق لنلهو ! بل خُلقنا للعبادة ، فـ انوِ أن تتعبد الله في عملك ، وافهم جيداً أنك "قدوة" يقتدي بك جمهورك ..
و 2\الثانية إلى المُتابعين والجمهور :.
لا تكن إمعة !! ببغاء !! أنت إنسان مُكرم بعقلك ووعيك .. فلا تكن تابعاً في كل شيء حتى في الخطأ !! واعلم أنك بمتابعتك ومساهمتك في نشر أعمال المُخطئ .. مُخطئ مثله !! وخصوصاً وأنك سبب في نجاحه !!
* * *
والله هو الهادي إلى سواء السبيل ..
بقلم صاحب الوردة \ محمد محمود يغمور
الجمعة 2 \ جمادى الثاني \ 1434هـ
أحسنت
ردحذفجميلٌ أنت يا عزيزي
بالتوفيق
على جمب كذا: الفيديو بحاجة للتعديلات
ثم طرحه بشكل أفضل.
أخوك أحمد الطيب
أنت شخص تعديت الأحترام إلى أبعد الحدود ..
ردحذفأحسنت في كلامك وفي مقالك ..
وكم كنت أتمنى أن يصدر كلامك مثل هذا لمن يمتلك أساليب التأثير في هذا العصر
شكرا لك بصدق ..
وأنا أول المعجبين الذي سيضع كلامك نصب عينيه
أخوك بندر باجبع
اتفق معك اخي الكريم في اكثر من نقطه .. ولكن الا ترى ان ما يتم التعليق عليه يستحق ذلك بغض النظر عن الأسلوب .. يمكن ان يكون هناك خطا في توصيل الرساله .. لكن الهدف من البرنامج من وجهة نظري جيده لأننا لا بد ان نضع حدا لما يحدث قي عالم " اليوتيوب " من استهتار وغيره .. بدلا من استعماله في شيء مفيد ! .. ضع نفسك في مكان من ينشر هذه الفيديوهات نظرا لشهرة البرنامج الواسعة سيكون اول ما يتبادر على ذهنك انك ستتعرض للنقد من قبل هذا المقدم وهذا سيكون رادعا كافيا لإيقاف تنزيل الفيديو .. البرنامج له ناحيه ظاهريه سلبيه ولكن مضمونه يحمل هدف .. بوركت فيما خطت يداك اعلاه
ردحذف