الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

خمسة أكواب من الدموع


((خمسة أكواب من الدموع))

سُكبت من عيناي هذا المساء دموع الوداع لأختي وزوجها وعائلتهما الكريمة بسبب سفرهما إلى بلاد بعيدة في سبيل طلب العلم ..


ومع هذه الدمعات التي انسكبت .. راحت بي ذاكرتي إلى الأوقات والأسباب التي تنسكب لها الدموع بالنسبة لي  خاصة وبالنسبة لأغلب الناس عامة ..


 ومع التفكير .. اتضح أن لي خمسة أكواب مليئة بالدموع ..

1- الكوب الأول أو الدموع الأولى إن صح التعبير :.
(دموع على أمل اللقاء في الدنيا)
وهي التي سكبتها عيناي هذا المساء .. فدمعة لأجل زوج أختي "البراء" وهو العالم الكبير والقدير -كما أراه- والذي سيعود بمشيئة الله بكل جديد ومبدع من غربته ..
ودمعة لأجل الأقمار الصغار "ماريّا" و"تسنيم" التي تسمّى برواية أخرى "توتة" :)
ولـ "جمال" حبيب خالو .. الذي كان يناديني بـ"آمّنيه" بدلاً من "خالو محمد" ولا أعرف على ماذا استند أو من أين أتى بهذه الأحرف!
ولكنه تطوّر فيما بعد وأصبح يناديني "خالو حمّد" إلى أن أصبح يناديني هذه الأيام ويضحكني كثيراً حين يقول "خالو محمد رسول الله"

والدمعتان الأخيرتان في الكوب الأول لـ "محمود" الطفل الرضيع ذو النظرات البريئة .. ولأم القماري أختي "أم جمال" التي أنتظر منها العودة بفارغ الصبر وهي مشتعلة بالنشاط والحيوية في مجالها العلمي .. فأسأل الله لها ولزوجها ولجميع طلبة العلم التوفيق والسداد ..


2- أما الكوب الثاني أو مجموعة الدموع الثانية :.
(دموع الفرح) وقد شعرت بهذه الفرحة بالأمس حين أرادت إحدى الشخصيات الحبيبة إلى قلبي متابعة حفظ كتاب الله .. والتحليق عالياً كالأرواح الملائكية لتسمو بعظمة كلام الله .. ولم أتمالك نفسي إلا وقد أهديت هذه الشخصية الرائعة التي اعتبرها "لـ قلبي سعادة" كتاب تفسير مبسط –وللعلم لدي منه نسخة أقرأها كلما دعتني الحاجة- وسأتذكر من أهديت كلما قرأت ;)


3- الكوب الثالث أو مجموعة الدموع الثالثة :.
(دموع الوداع لفقد الأحباب) وهذا الكوب قد امتلئ مما سَكَبتهُ عيناي من حزني على فراق السيدة الفاضلة التي ساهمت مع أمي في تربيتي ، وهي "ستي صديقة جعفر" رحمها الله التي تسكن البقيع -والتي أهديت إلى روحها جميع حلقات برنامجي أسلحة السيرة النبوية ، كما ذكرت في الحلقة الأخيرة-


والبكاء على فراق الأحبة أمر طبيعي وإنساني .. فهذا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بكى على فراق ابنه إبراهيم حين مات بين يديه وقال : "تدمع العين ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون" رواه مسلم ، وغيرها من المواقف التي تروى عن بكائه لفقد أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ..

المهم .. كانت لحظة الوداع –وفاتها- في 7 جمادى الثاني 1425هـ
وفي هذا التاريخ .. كانت مرحلة أو نقطة تحول بالنسبة لي .. فحين افتقدتها –ولا زلت أفتقدها- بدأت أفكر في أننا جميعاً إلى هذا الطريق .. فكما يقول الشاعر :.

ما هذه الأيام إلا مراحل :: يحث بها حادٍ إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها :: منازل تطوى والمسافر قاعد!

فـ غيّرت من نمط حياتي التي اعتدت أن أعيشها في مراهقتي –لا تفهموني بشكل خاطئ فلم أكن شاباً طائشاً أو سيئاً جداً ، أعني إلى حد ما- ولكني قررت منذ تلك اللحظة أن أعيش لأجل الله .. وإلى الآن لا زلت أجاهد نفسي في سبيل تحقيق ذلك ..

فـ اسأل الله أن يعينني ويعين جميع المسلمين للوصول إلى رضا الله ، وأن يرحم أحبابنا الذين نفتقدهم .. آمين


4- أما الكوب الرابع أو مجموعة الدموع الرابعة :.
(دموع للأمة) فهي دموع اسكبها كل يوم على الآلام التي أراها وتعانيها أمتي "أمة الإسلام"
فـ  في فلسطين وما يفعله أحفاد القردة والخنازير بإخواني يحرق دمي !! ولكن ما لا أطيق تحمله أكثر هو الراعي الخائن لرعيته !! فكما يقول الشاعر :.
لا يلام الذئب في عدوانه :: إن يك الراع عدو الغنم

وللأسف هذا ما نراه من طواغيت يتجبرون .. أبكي بسببهم إخواني الشهداء .. ولكن قد تحولت كثير من هذه الدموع المؤلمة إلى دموع فرح ! فلقد فرحنا بتساقط رؤوس الفساد والظلم في الربيع العربي وهم أشبه ما يكونون بتساقطهم هذا بـ تساقط الأوراق في الخريف !! وهذا ما أرقبه هذه الأيام في اليمن وسوريا بإذن الله ، فسوف تتبدل هذه الدموع المؤلمة إلى دموع فرحة –كما تبدلت مع من سبقها-


5- أما الكوب الأخير أو مجموعة الدموع الخامسة والأخيرة :.
(دموع الحب الأعظم) وهي الدموع التي يسكبها المحب المشتاق شوقاً وتوقاً إلى الحبيب الأعظم الودود رب العالمين ..
وهي أيضاً تُسكب من خشية الله .. وفي الحديث الحسن يقول النبي "عينان لا تمسهما النار" أولهما: "عين بكت من خشية الله" رواه الترمذي ، فهي أحلى الدموع وأنقاها ، وقد قال ربنا في محكم التنزيل: (تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) 83 المائدة
فماذا كان جواب الرحمن الرحيم ؟
لقد كان الجواب: (فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ) 85 المائدة


وأخيراً .. وبعد كل هذه الدموع ..
أتمنى أن نكون فعلاً إنسانيين .. ورقيقي القلب لا متحجرين !
فـ لست أدعوكم إلى البكاء ، ولكني أدعوكم للرقة والرحمة وإلى الإنسانية ..
وهي تكون باليد والفعل العملي قبل الشكل المتمثل بالدموع ..

فـ يحكى أنه كان رجل يصطاد الطيور ، ودائماً يقطع أرجل هذه الطيور بكل قسوة بعد صيده .. وفي أحد الأيام وكان يوماً بارداً شديد البرودة .. دمعت عينا هذا الرجل بسبب شدة البرد –فليست دموع رحمة- عندها نظرت إحدى الطيور وقالت للتي بجانبها : أنظري إلى هذا الرجل .. إنه رقيق القلب فهو يبكي لأجلنا !
فتجيبها : لا تنظري إلى دمعة عيناه ، ولكن انظري إلى ما تفعل يداه !
وتذكرت حينها قول إخوة يوسف بعد فعلتهم : (وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ) 16 يوسف

فـ ليس المطلوب أن نبكي كالتماسيح بدموع مجردة من الرقة والأشواق والخشية ! بل هي الدموع التي تؤدي بنا إلى العمل الصالح والفعل الصادق الناتج من القلب ..

الثلاثاء 6 ذو القعدة 1432هـ
بقلم الإنسان \ محمد محمود يغمور

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

المواطن محمد يغمور بين غمضة العين والإبصار

(( المواطن محمد يغمور بين غمضة العين والإبصار ))


جلست بغرفتي المطلة على أحد شوارع وطني الذي أحبه .. بأرض الحرمين في الحجاز .. ممسكاً قلمي لأكتب ما تجود به قريحتي ..

فأغمضت عيناي وراحت بي الأشواق إلى موطني الأول والأساسي .. الموطن الذي لم أسكنه بعد ولكني أسعى جاهداً إليه وسأسكنه .. هو الموطن الذي كان يسكنه أبي برفقة أمي .. ولكنهما خرجا منه ..
نعم .. لعلكم عرفتم أي وطن أقصد .. إنها الجنة موطن كل مسلم ..
ولكن .. حين نزلا وهبطا إلى الأرض .. وهي الموطن المؤقت للبشرية كلها .. وجاء من نسله خير من مشى على الأرض .. حبيبي ونبيي محمد عليه الصلاة والسلام .. الذي سنشرب من يديه الشريفتين يوماً ما شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً ..
ورأيت جبال مكة –وأنا لا أزال مغمضاً عيناي- وكيف هبط الوحي برسالة خير دين إلى خير نبي من أعظم العظماء رب العالمين ..


فـ بدأ النبي دعوته .. ولما أشتد عليه الأمر وعاداه قومه .. أمره المولى جل وعلا بمغادرة مكة المكرمة موطنه الذي يحب إلى المدينة المنورة موطنه الذي أحب .. كما في الحديث بصحيح البخاري "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد"
فأراه الآن بالمدينة يشاور أصحابه .. أيقاتلوا معه مشركي قريش أم لا ؟ فوافقوا بكل حرية فكانت وقعة بدر الكبرى والانتصار العظيم .. ثم عادت قريش للانتقام من جديد .. فاستشار النبي أصحابه مجدداً : أنقاتل بين شوارع المدينة ؟ أم نخرج لقتالهم ؟ ورغم أن رأي النبي كان القتال بين شوارع المدينة إلا أنه نزل عند رغبة أصحابه فخرجوا إليهم لتكون معركة أحد ..
وأيضاً يوم اجتمتعت القبائل والأحزاب .. بادر الصحابي الجليل سلمان الفارسي بمشورة حفر الخندق حول المدينة .. ورحب النبي بذلك .. فإن سلمان الفارسي الأعجمي ! رغم أعجميته إلا أنه يتمتع بحقوق المواطن العربي في المجتمع النبوي مثله في ذلك مثل المهاجرين و الأنصار من أوس أو خزرج .. فكان الانتصار العظيم في غزوة الأحزاب ..
وما لبثت السنين تمضي – وأنا لا أزال مغمضاً عيناي- حتى أبصرت النبي الكريم يدخل مكة فاتحاً .. فتصبح الحجاز هذه البقعة المباركة هي الوطن الإسلامي الأول ..
ثم فتحت عيناي .. وأنا لا زلت بنفس المكان .. نفس البقعة ..
فتذكرت ما حصل بين الحرمين –جدة- من سيول كم سقطت معها من ضحايا ..
لا لأنها كارثة طبيعية ! بل لأنها رد فعل طبيعي لفساد غير طبيعي على أرض شرفها الله بطبيعتها المميزة لاحتضانها هذا الدين العظيم المرسل من وحي السماء ..
وتغنيت بأبيات الشاعر :.
بلغي أرض الحجاز مهبط الوحي المبين :: خالص التسليم مني للنبي طه الأمين
بات دمع العين يجري كالدما بين غصوني :: من ذنوب أثقلتني أصلح الله شئوني
وعدت أغمض عيناي مرة أخرى لأبصر بنفس المكان .. الصحابي الجليل الحب بن الحب أسامة بن زيد بن حارثة يطلب الشفاعة بحد السرقة لأمرأة شريفة من بني مخزوم ، فكان جواب النبي عليه الصلاة والسلام : أتشفع بحد من حدود الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها !!
ففتحت عيناي مجدداً .. وتملأني الحيرة والدهشة !! فقد تكررت كارثة السيول مرة أخرى بعدها بعام !!
فـ ما الذي حصل؟ وما الذي تغير ؟! لا تزال الأرض نفس الأرض !! والمكان نفس المكان !!
ثم نسيت هموم هذه الكارثتين .. والسبب فرحتي بسقوط نظام فاسد أفسد وبغى في تونس بلدي والتي أعدها جزء من موطني الإسلامي الكبير .. ولكن ماهي إلا لحظات حتى نغّصت عليّ فرحتي باستضافة بلدي لهذا الطاغية زين الهاربين بن علي .. والمبرر: "الاستضافة عُرف عربي والمستجير يجار"
عجيب ! أو نسينا قول النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم : "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا" والمحدث في شرح الإمام النووي : الذي يأتي بفساد في الأرض .. وهل هناك إفساد أكبر مما أفسده هذا الطاغية ؟ يكفيه فساداً أنه منع الحجاب !!
 
وما زاد الطين بلة .. أننا استضفنا علي عبدالله طالح .. وهو لا يزال إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها يستمر بطغيانه وجبروته .. فالشهداء يفوحون مسكاً .. والأمهات يبكون دماً ..
اعتذر لك يا وطني .. فاليوم هو يوم فرحة الوطن .. ولكن كلامي هذا ما هو إلا كلام مواطن محب لبلده .. لا بل عاشق لترابها .. فوالله قد سافرت وطفت بلاد كثيرة .. ولكن ما أن أقضي أيام خارج حدودك يا وطني حتى أحن وأشتاق إليك !
ثم أغمضت عيناي مجدداً .. فرأيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأرى أحد الصحابة يعترضه قائلاً: لو اعوججت لقومناك بسيوفنا ! فلم يحبسه أو يسجنه .. بل قال له : الحمدلله الذي جعل من أمة محمد من يقوم اعوجاج عمر بحد سيفه ..
ففتحت عيني سريعاً .. ورأيت أناساً من بلدي وفي بلدي .. ولكنهم لا يمشون كما أمشي ولا يخرجون من بيوتهم كما أخرج .. فهم سجناء في السجون .. ولكن ما جرمهم؟ جرمهم أنهم فقط سجناء رأي !!
ولكن رغم ذلك مشاعري نحو الوطن ، كما قال صديقي الشاعر عبدالكريم الوائلي:.
بلدي وإن جارت عليّ عزيزة :: أهلي وإن جاروا لهم قلبي نزل
فـ لا يظن أو يشك أحد بوطنيتي وحبي لهذا الوطن .. إني والله لو خيروني ماذا تريد أن يكون موطنك ؟ لأردت أن يكون هذا الوطن فهي أرض الحرمين .. والحمدلله أني سعودي ..
يكفيني فخراً شعار هذه البلد .. فـ هذا العلم الذي يرفرف .. لو طفنا كل البلاد وتأملنا أعلامها .. لما رأينا أعظم من هذا العلم الذي نرفعه عالياً خفاقاً .. كيف لا وهو يحمل كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" .. واللون الأخضر الذي يرمز للنماء وللخيرات .. والسيف الذي يرمز للقوة والعزة ..
ولكي أكون منصفاً .. فـ كما ذكرت حزني وألمي من استضافة طواغيت ببلادنا .. لا يجب أن أنسى الوقفة العظيمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله باستدعائه وسحبه السفير السعودي من سوريا التي تفوح مسكاً بشهداءها منذ شهور وإلى اليوم ..
ومن المواقف التي لن أنساها –وإن لم أعايشها- بل لن ينساها التاريخ .. وقفة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله –نحسبه شهيداً ولا نزكيه على الله- حين نادى بالجهاد وصرّح برغبته في القضاء على الكيان الصهيوني الغاصب .. دعماً لفلسطين قضية كل المسلمين ..
ولا أستطيع أن أنهي المقال بدون ذكر واحدة من إنجازات الوطن بخدمة حجاج بيت الله الحرام في موسم الحج عاماً بعد عام .. ولا أغفل التوسيعات العظيمة بالحرمين الشريفين المدني والمكي ..
وطن .. من العيب أن أحاول أن أحصي إنجازاته في مقال واحد .. فلا أحد يستطيع ذلك !
ولكن كـ مواطن .. من العيب أن لا أتكلم عن وطني وأذكر إيجابياته وسلبياته بكل حرية .. لذلك كان هذا المقال ..
وأخيراً تركت القلم .. ونظرت إلى العلم الذي أعشقه .. وتأملت بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ..
وأغمضت عيناي للمرة الأخيرة .. فعدت إلى نفس المكان ولكن بالعهد النبوي لأبصر النبي وحوله الصحابة الكرام .. وأنا أتأمل وأقول : لا زلنا على عهدك يا رسول الله .. فكلمة التوحيد التي ناديت بها خفاقة مرفرفة في أعلامنا وترفع إلى اليوم في الطرقات والشوارع بيد شبابنا ..
وتعهدت بأني كما أرى "لا إله إلا الله" مرفوعة عالية على الأعلام .. سُأسكنها صميم قلبي وأعايشها يومياً .. فـ لن تكون مجرد شعار مرفوع على علم .. بل هي مضمون يطبّق على أرض الواقع ..
و كل عام وأنتم والوطن بكل خير .. وسائر بلاد المسلمين ..
بقلم\ المواطن محمد يغمور
اليوم الوطني - الجمعة 25 شوال 1432هـ

الاثنين، 15 أغسطس 2011

حكايتي لعام 1432هـ



دعوني أفضفض .. وأحكي لكم ماذا حصل لي هذا العام ..

أولاً لقد انزعجت بتقسيم أرضي بين الشمال والجنوب لأنني سوداني ..


وبعدها احترقت وأشعلت النار على نفسي لأنني تونسي ..


ثم غرقت بعدما تدفقت المياه لكي تبرّد عليّ بعد الحريق بالأمطار ، ولكن أصبحت الأمطار أنهاراً –والكارثة أنها ليست المرة الأولى وأخشى أنها ليست الأخيرة- لأنني جداوي ..


وبعدها نزلت الشارع مجدداً وثبتّ على موقفي حتى فرحت بما نلته من جرّاء ثباتي وصمودي وخصوصاً عندما رأيت الفرعون الجديد مومياءً مثل فرعون موسى ، وطربت لمّا سمعته يقول: حاضر افندم أنا موجود ! لأنني مصري ..


ثم تضايقت لما رأيت رمزاً من رموز عالمنا العربي –على اختلافي مع مبادئه وأفعاله إلا أن ما أعرفه أنه يشهد أن لا رب له سوى الله وأن لا نبي بعد محمدنا ، ومع أني لست متأكداً إن كان فعلاً قد قتلوه أو لا- فيضايقني مبدأ أن أراه يُلقى جثة بالبحر ولا يدفن ويوارى بالتراب كما يجب بتعاليم ديننا !


ثم تأذيت من مجنون يملك زمام أمر أرضي ، القمامة في هذه الأرض خير مما يحمله في عقله ! لأنني ليبي ..


وبعدها بقيت صامداً في الأرض السعيدة وسُعِدتُ بما أَصَابَ مَن خَرَجتُ لأجلِ أن أُخرِجَهُ لأنني يمني ..


وسررت لما تم التمديد للمرة الثالثة على التوالي لحزب العدالة والتنمية لأنني تركي ..


والآن أتأذّى وأتألم ومع هذا لا أزال صامداً بل وشامخاً لأنني سوري ..


وأيضاً أتضور جوعاً وأتمنى لقمة آكلها أو شربة ماء تبلل شفاهي على الأقل ، لا لأنني صائم مختاراً لصومي الذي أعرفه برمضان من الإمساك فجراً حتى الإفطار عند الغروب .. فأنا أصوم الليل والنهار مجبراً على مرّ الأيام لأنني صومالي ..



وأنا طوال عمري عامل بنجالي وباكستاني .. وسائق هندي .. وخادمة إندونيسية .. وأعيش غربة مع أقلية في بلاد غريبة لأنني من الجالية العربية والإسلامية ..


ولا زلت هذا العام بل وكل عام منذ أكثر من 90 عام أتجرّع الذل والهوان .. أنزف الدماء وأفوح بالشهداء لأنني فلسطيني ..


آه .. أعيش ضمن أمة هي واحدة في أصلها ، وسيّدها الذي تُجمع عليه جموع الأمة وتحبه بل وتقتدي به ، قد قال أنها : أمة الجسد الواحد ، اذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ..


وتذكرت الأبيات المعبرة التي تخاطب قلبي قائلة :.
ولست أدري سوى الإسلام لي وطناً :: الشام فيه ووادي النيل سيان
وأينما ذكر اسم الله في بلد :: عددت أرجاءه من لبَّ أوطاني

لو اشتكى مسلٌم في الصين أرّقني :: أو اشتكى مسلم في الهند أبكاني
فمصر ريحانتي والشام نرجستي :: وفي الجزيرة تاريخي وعنواني

وفي العراق أكف المجد ترفعني :: عن كل باغ ومأفون وخّوان
ويسكن المسجد الأقصى وقبته :: في القلب لا شك أرعاه ويرعاني

أرى بخارى بلادي وهي نائية :: وأستريح إلى ذكرى خراسان
شريعة الله لمت شملنا وبنت :: لنا مقاماً بإحسان وإيمان


هذه قصتي .. وهذا ما حصل لي خلال هذا العام الجاري حتى الآن ..
ولا يزال العام مستمراً .. ورغم الآهات والأنين والآلام إلا أن هناك آمال وأفراح ..
فأنا على يقين بأنه مع نهاية هذا العام .. سيكون نهاية بل موت الذل والعار والعبودية .. وستسطع شمس الحرية والعدالة ..

و والله لا أكذب عليكم أو أبالغ حين أقول : أرى أمتي سيدة الأمم والحضارات بل وشمساً تشرق للحضارات كلها ..
فـ لا خير في العيش إن كانت حضارتنا :: في كل يوم لها تنهد أركان
ولا خير في العيش إن كانت مبادئنا :: جادت علينا بها للكفر أذهان

صدقوني .. ستغدو كل أيامنا بعد عامنا هذا ربيعاً رائعاً .. فلا صيف حارق يحرق قلوبنا ويغيظنا بالظلم وبالفساد ! ولا شتاء قارص يبرّد علينا أو يطفئ حرارة حماسنا للعودة إلى الله ورفعة ديننا مجدداً .. وإنما خريف تسقط معه رموز الفساد والطغيان .. وبعدها الربيع الواعد الذي طال انتظاره والوحدة العربية بل والإسلامية التي تحلو معها الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك بعد تحرير تلك البقعة المباركة لتصبح طاهرة شامخة مقدسة كما الحرمين الشريفين .. (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) 88 ص


أخيراً ..
أسأل الله أن يستخدمني ويستعملني بنصرة دينه ولا يستبدلني أبداً حتى ألقاه راضياً عني غير غضبان .. اللهم آمين ..
هذه هي حكايتي .. و أدعوا الله أن يَمُن علينا كما يقول الشاعر :.
يا رب .. امنن علينا براع ٍ أنت ترضاه
راع ٍ يعيد إلى الإسلام سيرته :: يرعى بنيه وعين الله ترعاه

محمد محمود يغمور
15 رمضان 1432 هـ

السبت، 6 أغسطس 2011

حلقات برنامج أسلحة 2 من السيرة النبوية - الموسم الثاني


برنامج "أسلحة" الجزء الثاني للإعلامي الشاب محمد محمود يغمور ، يعود الينا باطلالته الجديدة من خلال برنامجه أسلحة ، الذي يعرض علينا الأسلحة التي نتسلح بها لنكمل مشوار حياتنا من نهج الرسول عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ...


إنتاج عام 1432هـ 2011م



سيتناول في هذا الجزء حياة الرسول منذ ولادته الى وفاته ، بطريقة وأفكار جديدة تتناسب مع أحداث عصرنا لننهض بأمتنا الغالية

ويمكنكم متابعة الحلقات من خلال هذا الرابط :.

صفحة البرنامج على الفيس بوك :.

برومو البرنامج :.

1: الحلقة الأولى : مقدمة (سلاح الحضارة)



2: الحلقة الثانية : ولادته صلى الله عليه وسلم (سلاح الأخلاق)



3: الحلقة الثالثة : نزول الوحي والدعوة السرية (سلاح إبدأ وتحرك)



4: الحلقة الرابعة : الدعوة الجهرية والتحاور مع قريش ثم الهجرة إلى الحبشة (سلاح الحوار)



5: الحلقة الخامسة : إيذاء قريش وحصار شعب أبي طالب (سلاح الصبر)



6: الحلقة السادسة : ذهاب النبي إلى الطائف ومحاولة دعوتهم إلى الإسلام (سلاح جرب) ((مغامرة قفز من الطائرة Sky Dive))



7: الحلقة السابعة : رحلة الإسراء ومفاجأة الموسم (أبو عرب)



8: الحلقة الثامنة : رحلة الإسراء والمعراج (سلاح الصلاة)




9: الحلقة التاسعة : بيعة العقبة الأولى وسفر مصعب بن عمير للمدينة (سلاح السفر)





10: الحلقة العاشرة : بيعة العقبة الثانية وإسلام الشاعر كعب بن مالك (سلاح الإعلام)





11: الحلقة الحادية عشر : الاستعداد للهجرة واجتماع قريش بدار الندوة (سلاح معرفة الشيطان)





12: الحلقة الثانية عشر : الهجرة (سلاح التخيط)



http://www.youtube.com/watch?v=Q5A2pjq-j8Y&feature=player_embedded



13: الحلقة الثالثة عشر : الوصول إلى قباء ثم المدينة وبناء مسجدي قباء والحرم النبوي (سلاح المسجد)





14: الحلقة الرابعة عشر : تحويل القبلة (سلاح التقوى)





15: الحلقة الخامسة عشر : السنة الثانية من الهجرة وفرض الزكاة (سلاح عدالة الزكاة)





16: الحلقة السادسة عشر : مقدمات غزوة بدر وآخر الأسلحة التأسيسية للمدينة النبوية (سلاح الأسرة)



17: الحلقة السابعة عشر : غزوة بدر (سلاح الحرية والشورى)




18: الحلقة الثامنة عشر : ما بعد بدر ، وفداء الأسرى المشركين بتعليم أبناء المسلمين القراءة والكتابة (سلاح القراءة)




19: الحلقة التاسعة عشر : يهود بني قينقاع (سلاح الغيرة)






20: الحلقة العشرون : غزوة أحد وبعدها حمراء الأسد (سلاح الإنجاز رغم المعوقات)




21: الحلقة الحادية والعشرون : يهود بني النضير ثم غزوة الأحزاب ثم يهود بني قريظة (سلاح التفائل بالنصر والتمكين)





22: الحلقة الثانية والعشرون : غزوة بني المصطلق وحديث الإفك (سلاح اللسان)



23: الحلقة الثالثة والعشرون : صلح الحديبية ، وما بعد الصلح وموقف أبو جندل وأبو بصير من أحد البنود (سلاح الهمة العالية)






24: الحلقة الرابعة والعشرون : مكاتبة الملوك وموقف هرقل من رسالة النبي (سلاح النية)





25: الحلقة الخامسة والعشرون : غزوة خيبر والشاة المسمومة (سلاح الجهاد ومعرفة اليهود)




26: الحلقة السادسة والعشرون : عمرة القضاء وإسلام خالد بن الوليد ثم معركة مؤتة (سلاح الإبداع)





27: الحلقة السابعة والعشرون : فتح مكة (سلاح التسامح)




28: الحلقة الثامنة والعشرون : غزوة حنين والطائف (سلاح العطاء)




29: الحلقة التاسعة والعشرون : حجة الوداع (سلاح الوحدة)



30: الحلقة الثلاثون والأخيرة : وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (سلاح حب النبي)





=== === === === === === === === === === === ===


ورقة الإنجازات :.

ورقة الإنجازات والمتابعة ..
وهي الورقة التي يتم عرضها خلال حلقات برنامجكم أسلحة 2 من السيرة النبوية ..
هدفها .. تعيننا على متابعة أنفسنا .. فتذكرنا إن نسينا ..

وكما ترون في الجانب الأيمن من الورقة : الأيام بالشهر الهجري ..
فإن أتممت الصلاة في المسجد –للذكور- أو في وقتها تماماً –للأخوات- فنضع علامة (صح) وإن لم تكن كذلك فنضع علامة ( - )

وفي الجانب الأيسر : ركعتين الضحى ، والوتر قبل النوم ، والورد القرآني ، والقراءة لأي كتاب ولو صفحات قليلة ، والرياضة ..

وأخيراً : أسفل الورقة ..
الإنجازات .. أي ماذا أنجزت خلال الشهر ؟
اكتب –مثلاً- الكتب التي أتممت قرائتها ، والعمل الفلاني الذي أتممته وأنجزته –على حسب تخصص كل شخص- وهكذا ..

وعندما ينتهي الشهر .. نراجع أنفسنا ..
ماذا قدمنا ؟ هل الأكثر في الورقة (صح) أم ( - ) ؟
فهل صلاة الفجر –على سبيل المثال- كلها (صح) أو أن هناك تقصير ! وهل نهتم بصحتنا وبالرياضة أم لا ؟ وكيف علاقتنا بالقرآن الكريم ؟ هل نقرأه دائماً أما أننا من المقصرين ؟ وهكذا ..

هذا من مبدأ الحديث المشهور عند ابن كثير: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" ..


لمشاهدة الموسم الأول (أسلحة) .. إليكم الرابط التالي :.
لمشاهدة الموسم الثالث (أسلحة 3 من التاريخ الإسلامي) .. إليكم الرابط التالي :.