الجمعة، 8 أبريل 2011

كتب رافقتني (3)

(3)
كتاب (الوطن والمواطنة) تأليف العلامة الدكتور يوسف القرضاوي


هذا الكتاب عبارة عن 86 صفحة فقط ، مقسم إلى 3 أقسام (تمهيد وفصلين) أولاً التمهيد : حول مفهوم (الوطن والمواطنة) ، ثم الفصل الأول : ويدور حول (المواطن "المسلم وغير المسلم" في المجتمع المسلم) ، ثم أخيراً الفصل الثاني : يدور حول (المواطن "المسلم" في المجتمع غير المسلم)

وبالعموم : فإن النبي عليه الصلاة والسلام قد حنّ إلى وطنه "مكة" ولم يكن يريد الخروج منها ، فقد قال: "والله إنك أحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلي ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت"
فهو عليه الصلاة والسلام يحب وطنه ويهتم لأمره ، ولكن رابطة الدين أقوى وأهم عنده من الرابطة الجغرافية أو السياسية ، فلقد ضحّى النبي وترك بلده لأجل دينه ..
إذاً فالوطن من الناحية السياسية والجغرافية مهم ، ولكن إذا تعارض مع الأخوة الدينية العقيدية فإن الدين مقدم وله الأولوية ، فالدين لا بديل له أما الوطن فله بديل ..

هذا ويجب أن نراعي حقوق إخواننا الغير مسلمين في مجتمعنا المسلم ، فكما هي الأخوة الإسلامية كما في القرآن:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" وكما في الحديث:"المسلم أخو المسلم" فلا يجب أن نتشدد ونقول أنه لا يوجد سوى أخوة دينية وما سواها باطل!!
فهناك أخوة وطنية –حتى مع غير المسلم- فهذا نوح عليه السلام هو أخ لقومه الكفار:"كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ" وهذا هود عليه السلام:"كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ" وغيرهم كصالح ولوط عليهم السلام ..
ومن الجدير بالذكر أن نبي الله شعيب عليه السلام كان من مدين فلما ذكر الله عز وجل أنه يدعو قومه قال:"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا" أما عندما ذهب عليه السلام يدعو أصحاب الأيكة وهو لم يكن منهم –غريب عنهم- جاء بالقرآن:" كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ" هل لاحظتم الفرق لا يوجد"أخوهم"!

إذاً نحن نعترف ونقر ونعطي وطننا سواء الاجتماعي أو السياسي أو الجغرافي كل الاهتمام .. ولكن لا ننسى أن الأهم هو الوطن الأكبر الذي يتعدى حدود الدول الناطقة بالعربية إلى الأعاجم ، فهو فوق القوميات واللغات وفوق الألوان والأشكال .. إنه "الإسلام"

يا أخي بالهند أو بالمغرب :: أنا منك أنت مني أنت بي
لا تسل عن عنصري أو نسبي :: إنه الإسلام أمي وأبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق